اخبار السودان

البرهان يجتمع بالقوى السياسية في بورتسودان لبحث السلام

في مدينة بورتسودان، يعقد رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان اجتماعاً موسعاً مع ممثلي القوى السياسية، تناول فيه عدداً من الملفات السياسية والأمنية، وفي مقدمتها قضية السلام الوطني. ويأتي هذا اللقاء في ظل تصاعد التوترات الداخلية واستمرار النزاع المسلح في البلاد، ما دفع الأطراف السياسية إلى تكثيف مشاوراتها حول سبل الخروج من الأزمة. الاجتماع الذي احتضنته المدينة الساحلية يُعد من أبرز التحركات السياسية خلال الفترة الأخيرة، ويعكس رغبة القيادة العسكرية في فتح قنوات التواصل مع القوى المدنية، في محاولة لإعادة ضبط المشهد السياسي السوداني.

نقاط التباحث

بحسب مصادر مطلعة، فقد طرحت الكتل السياسية المشاركة في الاجتماعات السابقة مجموعة من القضايا المحورية للنقاش، من بينها الموقف من الرباعية الدولية، والجهود المبذولة لوقف الحرب، إضافة إلى آليات التعامل مع التحالفات السياسية الأخرى مثل تحالفي “صمود” و”تأسيس”. وتُعد هذه النقاط جزءاً من خارطة طريق سياسية تسعى الأطراف إلى بلورتها، في ظل تعقيدات المشهد الداخلي وتعدد مراكز النفوذ. كما شملت النقاشات تقييم الموقف من مليشيا الدعم السريع، التي تُعد طرفاً أساسياً في النزاع، إلى جانب ملفات أخرى ترتبط بالوضع الأمني والسياسي العام في البلاد، ما يعكس حجم التحديات التي تواجه عملية بناء توافق وطني شامل.

حضور رسمي

الاجتماع الذي ترأسه الفريق أول عبد الفتاح البرهان، شهد مشاركة عدد من الشخصيات السياسية والعسكرية البارزة، من بينهم عضو مجلس السيادة الفريق أول شمس الدين كباشي، ورئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس، إلى جانب رؤساء الكتل السياسية المعنية. ويُنظر إلى هذا التشكيل الحاضر باعتباره مؤشراً على جدية الأطراف في دفع الحوار السياسي إلى الأمام، رغم التباينات الواضحة في المواقف والرؤى. ويأتي هذا اللقاء في وقت حساس، حيث تتزايد الضغوط الدولية والمحلية على القيادة السودانية لإيجاد مخرج سياسي للأزمة، وسط دعوات متكررة لوقف التصعيد العسكري والانخراط في عملية تفاوضية شاملة.

تطمينات واشنطن

أفادت مصادر سياسية أن الفريق أول البرهان قدّم خلال الاجتماع تطمينات إلى القوى السياسية بشأن ما يجري من نقاشات بين الحكومة السودانية والإدارة الأمريكية في واشنطن. وتأتي هذه التطمينات في إطار محاولة تهدئة المخاوف المتعلقة بالتدخلات الخارجية، وتوضيح طبيعة الاتصالات الجارية مع الأطراف الدولية. وقد اعتبر القيادي في الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، معتز الفحل، أن هذه الاتصالات تمثل تحركاً استراتيجياً وانتصاراً جديداً للدبلوماسية السودانية، مؤكداً أن الحوار مع واشنطن يُعد خطوة مهمة في إعادة بناء العلاقات الخارجية على أسس جديدة، دون المساس بالسيادة الوطنية.

موقف اتحادي

وفي سياق متصل، شدد معتز الفحل على تمسك الشعب السوداني وقواته المسلحة والقوات المساندة بوحدة البلاد، مؤكداً أنه لا مستقبل لمليشيا الدعم السريع، وأن الجرائم والانتهاكات التي ارتُكبت لن تُغفر. وأوضح أن السودان قادر على إدارة حوار سياسي داخلي بإرادة وطنية خالصة، بعيداً عن أي تدخلات خارجية قد تؤثر على استقلالية القرار السوداني. كما أعلن الفحل أن الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل يعمل حالياً على إعداد مشروع سياسي متكامل، سيتم طرحه للنقاش مع مختلف القوى السياسية والمدنية، في إطار السعي لتشكيل رؤية وطنية مشتركة تضع حداً للأزمة وتفتح الطريق أمام مرحلة جديدة من الاستقرار السياسي.





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى