
في تطور ميداني يعكس هشاشة الوضع الأمني في المناطق الحدودية بغرب السودان، أفادت مصادر محلية بوقوع اعتداء على أحد المزارعين في منطقة كونغا التابعة لمحلية بيضه بولاية غرب دارفور، أثناء تواجده في مزرعته القريبة من الحدود السودانية التشادية. وبحسب المعلومات المتداولة، فإن الحادثة وقعت خلال قيام المزارع بأعماله الزراعية المعتادة، حين باغتته مجموعة مسلحة مجهولة الهوية، وطلبت منه تسليم هاتفه المحمول. وعند رفضه، تعرض للاعتداء في موقع إقامته داخل المزرعة، ما أدى إلى وفاته متأثراً بإصاباته، في واقعة أثارت قلقاً واسعاً في الأوساط المحلية.
خلفية الضحية
المصادر ذاتها أوضحت أن الضحية كان من بين النازحين الذين فرّوا من النزاع المسلح الدائر في السودان، حيث لجأ مع أسرته إلى مخيم أركوم للاجئين الواقع في شرق تشاد. ورغم ظروف اللجوء، كان المزارع يحرص على العودة بشكل دوري إلى منطقته الأصلية في السودان لمتابعة شؤون مزرعته، في محاولة للحفاظ على مصدر رزقه الوحيد. هذا النمط من التنقل بين مناطق النزاع والمخيمات الحدودية يعكس واقعاً معيشياً صعباً يواجهه آلاف المزارعين الذين اضطروا إلى ترك أراضيهم، لكنهم لا يزالون يحاولون التمسك بها رغم التهديدات الأمنية المتزايدة.
تهديدات مستمرة
الحادثة الأخيرة تسلط الضوء على التحديات الأمنية المتفاقمة التي تواجه المزارعين العائدين إلى مناطقهم الحدودية خلال الموسم الزراعي، في ظل غياب الضمانات الأمنية واستمرار حالة الانفلات في غرب السودان. وتُعد هذه المناطق من أكثر المناطق عرضة للاعتداءات المسلحة، خاصة في ظل ضعف الرقابة الأمنية وتعدد الجماعات المسلحة غير النظامية. كما تعكس الحادثة مدى هشاشة الوضع الإنساني في المناطق الريفية، حيث يضطر السكان إلى التعايش مع تهديدات يومية أثناء سعيهم لتأمين احتياجاتهم الأساسية، وسط غياب واضح لأي تدخلات فعالة من الجهات الرسمية لضمان سلامة المدنيين في تلك المناطق.
Source link



