اخبار السودان

صمود يحذر من تكرار أخطاء النظام السابق في إدارة المساعدات الدولية

في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في السودان وتزايد القيود المفروضة على عمل المنظمات الدولية، وجّه تحالف “صمود” نداءً حادّ اللهجة إلى الأمم المتحدة، مطالبًا بإطلاق عملية إنسانية مستقلة تُدار خارج نفوذ الأطراف المتحاربة، في وقت تتصاعد فيه المخاوف من تسييس المساعدات وتحويلها إلى أدوات ضغط في صراع دموي طال أمده.

رفض الإبعاد

أعرب التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود” عن استنكاره الشديد لقرار الحكومة السودانية التابعة للجيش بإبعاد مدير برنامج الأغذية العالمي في السودان، لوران بوكيرا، ومديرة العمليات سمانثا كاتراج، واعتبارهما شخصين غير مرغوب فيهما. وجاء القرار عقب استدعائهما من قبل وزارة الخارجية والتعاون الدولي السودانية، التي منحتهما مهلة 72 ساعة لمغادرة البلاد. التحالف اعتبر الخطوة تصعيدًا خطيرًا يهدد حيادية العمل الإنساني، ويعكس رغبة واضحة في تسييس المساعدات، في وقت يعيش فيه ملايين السودانيين أوضاعًا كارثية تتطلب استجابة دولية عاجلة وغير مشروطة.

دعوة للاستقلالية

في بيان صادر عن قطاع العمل الإنساني داخل تحالف “صمود”، شدد التحالف على ضرورة إبعاد الملف الإنساني عن الاستغلال السياسي، داعيًا الأمم المتحدة إلى تبني عملية إنسانية شاملة تقوم على الاستجابة والتنسيق الإقليمي، بعيدًا عن هيمنة الأطراف المتحاربة. وأكد البيان أن دور هذه الأطراف يجب أن يقتصر فقط على فتح وتأمين المسارات، بينما تتولى المبادرات القاعدية والمجتمعية مسؤولية توزيع المساعدات، وضمان الشفافية والمساءلة. التحالف أشار إلى أن السودان يمر بمرحلة غير مسبوقة من الحاجة للدعم الإقليمي والدولي، ما يتطلب من السلطات القائمة التعامل بمسؤولية مع الجهات الراغبة في تقديم الإغاثة، وهو ما لم يتحقق حتى الآن.

عودة النفوذ

ربط التحالف بين قرار طرد مسؤولي برنامج الأغذية العالمي وعودة عناصر النظام السابق إلى مواقع النفوذ داخل مؤسسات الدولة في مناطق سيطرة الجيش، معتبرًا أن هذه العودة تعيد إنتاج الممارسات التي عزلت السودان عن المجتمع الدولي، وحوّلته إلى نقطة مظلمة وقنبلة موقوتة انفجرت في شكل حرب مدمرة. التحالف رأى أن هذه السياسات لا تنفصل عن السياق العام الذي أدى إلى اندلاع النزاع، محذرًا من أن استمرارها سيقوّض أي جهود لإعادة بناء الثقة بين السودان والعالم، ويزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية المتفاقمة.

عراقيل ممنهجة

اتهم تحالف “صمود” سلطات الأمر الواقع في مدينة بورتسودان بوضع عراقيل ممنهجة أمام عمل المنظمات الأممية والدولية منذ بداية الحرب، بدلًا من تسهيل مهامها في ظل كارثة إنسانية غير مسبوقة. وأشار إلى غياب معايير المسؤولية في إدارة الملف الإنساني، مؤكدًا أن السمة الأبرز للحرب في السودان هي الانهيار الكامل في الاستجابة الإنسانية، نتيجة تسييس المساعدات واحتكارها من قبل أطراف الصراع. التحالف شدد على أن هذه الممارسات تعكس غياب الإرادة الحقيقية لحماية المدنيين، وتُظهر أن الملف الإنساني بات رهينة لحسابات عسكرية وسياسية ضيقة.

نداء وطني

في ختام بيانه، أكد تحالف “صمود” أن تحقيق السلام العادل والشامل في السودان يظل مرهونًا بإرادة السودانيين وقواهم الحية، داعيًا إلى أوسع اصطفاف وطني لمواجهة استمرار الحرب. كما طالب بتوظيف الدعم الدولي، الرسمي وغير الرسمي، لتحقيق هذه الغاية النبيلة، وحقن دماء السودانيين، وحمايتهم من تداعيات النزاع. التحالف شدد على أن الوقت قد حان لفصل العمل الإنساني عن الصراع السياسي، وإعادة الاعتبار للمدنيين الذين يدفعون الثمن الأكبر في حرب لا يبدو أن نهايتها تلوح في الأفق.





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى