
في تصريح رسمي يحمل دلالات سياسية وأمنية، أعلن رئيس وزراء السودان، كامل إدريس، أن الحرب المستمرة في البلاد منذ أكثر من عامين ونصف باتت تقترب من نهايتها، مشددًا على التزام الحكومة السودانية بتفكيك قوات الدعم السريع وإنهاء وجودها العسكري. التصريحات جاءت خلال مشاركته في حفل تدشين مبادرة وطنية لدعم القطاع الصحي، حيث نقلت وكالة السودان للأنباء عن إدريس قوله إن البلاد تعرضت لتدخلات واعتداءات وصفها بـ”الغاشمة”، مؤكدًا أن الحكومة ماضية في مواجهة ما وصفه بـ”الميليشيا المتمردة” ووقف ما ترتكبه من انتهاكات.
تداعيات صحية
رئيس الوزراء ربط في كلمته بين الوضع الصحي المتدهور في البلاد وتداعيات الحرب، مشيرًا إلى أن الأمراض المنتشرة حاليًا تُعد من الأعراض الجانبية المباشرة للعدوان الذي تمارسه قوات الدعم السريع. إدريس اعتبر أن التدهور في الخدمات الصحية ليس مجرد أزمة قطاعية، بل نتيجة مباشرة لسياسات العنف والتدمير التي انتهجتها الميليشيا منذ اندلاع النزاع. هذا الربط بين الأمن والصحة يعكس توجهًا حكوميًا لتوصيف الأزمة على أنها شاملة، تتجاوز الجوانب العسكرية لتشمل الأبعاد الإنسانية والاجتماعية، في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية لمعالجة الوضع الإنساني في السودان.
جذور النزاع
الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بدأ في أبريل من عام 2023، وسرعان ما تحول إلى مواجهة مفتوحة شملت مناطق واسعة من البلاد، وأسفرت عن تشريد ملايين المدنيين داخل السودان وخارجه. بحسب تقارير أممية، فإن هذه الحرب تسببت في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث انهارت البنية التحتية في العديد من المدن، وتوقفت الخدمات الأساسية، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية، وسط نزوح جماعي للسكان. تصريحات إدريس تأتي في وقت حساس، حيث تتجه الأنظار إلى إمكانية التوصل إلى تسوية سياسية أو حسم عسكري ينهي النزاع الذي ألقى بظلاله الثقيلة على مستقبل البلاد.
Source link



