
اعتبر إبراهيم الميرغني، القيادي في تحالف “تأسيس”، أن السيطرة على مدينتي الفاشر وبارا تمثل نقطة انعطاف استراتيجية في مسار الحرب المستمرة في السودان، واصفاً هذا التقدم بأنه بداية النهاية لما أسماه “مشروع الحركة الإسلامية للعودة إلى الحكم”. وفي مقابلة تلفزيونية ضمن برنامج “الرواية الأخرى”، أكد الميرغني أن هذه التطورات الميدانية الأخيرة أعادت تشكيل موازين القوى على الأرض، سواء من الناحية السياسية أو العسكرية، مشيراً إلى أن ما تحقق في الفاشر وبارا لم يكن مجرد انتصار ميداني، بل تحول نوعي في طبيعة الصراع.
نهاية مشروع
أوضح الميرغني أن الحركة الإسلامية، منذ اندلاع الحرب، كانت تسعى إلى استهداف قوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، بهدف نقل ساحة المواجهة إلى إقليم دارفور. لكنه أكد أن هذه الخطة باءت بالفشل، بعدما أصبحت دارفور، بحسب تعبيره، “محررة بالكامل”، ولم يتبقَّ من مناطق نفوذ الجيش سوى مدينتي الأبيض وبابنوسة في إقليم كردفان. واعتبر أن هذا التقدم يعكس فشل المشروع السياسي والعسكري الذي كانت تسعى إليه الحركة الإسلامية، ويؤكد أن زمام المبادرة بات في يد تحالف “تأسيس” والقوى المتحالفة معه.
معادلة جديدة
وفي سياق حديثه، أشار الميرغني إلى أن رفض الجيش السوداني لمبادرة الرباعية الدولية، وانسحاب وفده من مفاوضات السلام تحت ضغط مباشر من التيار الإسلامي، أسهم في إعادة تموضع تحالف “تأسيس” في قلب المعادلة السياسية والعسكرية الجديدة. واعتبر أن هذا الرفض كشف عن نوايا واضحة لدى قيادة الجيش في التمسك بخيار الحسم العسكري، وهو ما منح “تأسيس” شرعية إضافية في أعين القوى الإقليمية والدولية، باعتباره الطرف الذي لا يزال منفتحاً على الحلول السياسية، في مقابل تعنت الطرف الآخر.
موجة ثانية
اختتم الميرغني حديثه بالتأكيد على أن ما وصفه بـ”معارك التحرير” الجارية حالياً تمثل الموجة الثانية من الثورة السودانية، بعد أن أغلقت المؤسسة العسكرية، التي وصفها بـ”جيش الحركة الإسلامية”، كل أبواب التسوية السياسية. واعتبر أن هذه المرحلة الجديدة من الصراع تعكس إرادة شعبية في استكمال مسار التغيير، الذي بدأ منذ اندلاع الثورة الأولى، لكنه تعثر بفعل الانقلابات والتدخلات العسكرية. وأكد أن تحالف “تأسيس” سيواصل العمل على استعادة الدولة المدنية، من خلال التقدم الميداني والسياسي، في مواجهة ما وصفه بمحاولات إعادة إنتاج النظام السابق بوسائل عسكرية.
Source link



